- من الوقت الذي وطأت فيه قدم البرية على قارة انتاركتيكا لأول مرة في أوائل عام 1800 م , كان الناس يريدون معرفة المزيد عن تلك القارة المتجمدة الغامضة المنعزلة في الجزء السفلي من العالم .. فماذا تحت الجليد ؟
وكيف يمكن ان تعيش الكائنات الحية في هذا المناخ المتطرف ؟
كانت أسئلة العلماء كثيرة بشان تلك القارة ومازلت حتى وقتنا هذا
وإبتداءاً من اواخر الخمسينات , بدأ العلماء في التحقيق في أسرار القارة القطبية الجنوبية بشكل جدي , وعلى مدة العقود الثلاثة الأخيرة , ظهرت عشرات الإكتشافات بشأنها ... سنذكر منها 11 إكتشافاً مدهشاً في مقالنا هذا :
1- الديناصورات عاشت يوماً ما في انتاركتيكا
- في منتصف الثمانينيات وأوائل التسعينات , إكتشف العلماء مجموعات متعددة من البقايا المتحجرة للزواحف الضخمة التي كانت تحكم الأرض يوماً ما "الديناصورات" , وخلصت تلك الإكتشافات إلى أن الديناصورات عاشت في قارة الجنوب منذ 200 مليون سنة مضت , وكان بإمكان تلك المخلوقات البقاء على قيد الحياة لإن درجة حرارة الأرض في ذلك الوقت كانت أكثر بـ 50 درجة مئوية عن أيامنا هذه , وبذلك كانت أكثر دفئاً , كما أن مكان القارة القطبية الجنوبية وقتها كان مختلفاً , إذ كانت تقع في وسط ما هو الآن جنوب غرب المحيط الهاديء .
2- العثور على جرم سماوي من المريخ يثبت وجود حياة قديمة على سطح الكوكب الأحمر
- مع وجود المساحة الواسعة دون وجود عائق كبير , فإن القارة القطبية الجنوبية تعتبر المكان الثالي للعثور على النيازك والأجرام التي إصطدمت بالأرض يوماً ما ..
وفي عام 1996 , كشف علماء من ناسا وجامعة ستانفورد أن جرم فضائي بحجم البطاطا مصدره المريخ , قد هبط في القارة القطبية الجنوبية قبل 13000 سنة ,ويحتوي على ما يبدو أنه عينات متحجرة من الحياة الميكروبية القديمة على الكوكب الأحمر.
3- أنتاركتيكا هي افضل بقعة على الأرض للإستماع إلى صوت الزلازل
- في عام 2003 , أثبتت البيانات التي بثتها محطة العلوم الوطنية أموندسن سكوت في القطب الجنوبي , التي لديها أجهزة لقياس الزلازل موجودة في ثقوب على بعد 1000 قدم في القارة القطبية , أنها أفضل مكان على الارض للكشف عن الإهتزازات التي ترسلها الزلازل عبر الأرض ,وذلك لإن في الجزء السفلي من محور الأرض يمكنه الكشف عن موجات الزلازل دون تدخل من حركة الأرض المغزلية .
4- هناك بركان نشط تحت سطح البحر في أنتاركتيكا
- في عام 2004 , أُرسلت سفينة بحثية للتحقيق في إنييار الصفيحة الجليدية لارسن في القطب الجنوبي , ولكن هذه البعثة العلمية قد حظيت بإكتشاف غير مقصود , فبالقرب من شبه القارة القطبية الجنوبية , وتحديداً عند النقطة الشمالية في القارة , إكتشف العلماء بركان طويل القامة غير معروف سابقاً , يبلغ إرتفاعه 2300 قدم من قاع البحر , ويرتفع 900 قدم فوق سطح الماء , كما ان قياسات درجات الحرارة على طول البحر كانت دليل على التدفئة الحرارية الأرضية لمياه البحر , كما ان هناك أدلة أخرى تشير إلى ان البركان كان نشطاً في الآونة الأخيرة .
5- القارة القطبية الجنوبية ربما إرتبطت بقارة أمريكا الشمالية في الماضي البعيد
- في مقال علمي تم نشره في عام 2008 , أفاد الباحثون ان صخرة الجرانيت الوحيدة التي تم العثور عليها فوق النهر الجليدي في القطب الجنوبي , ايدت النظرية القائلة بإن أجزاء من القارة القطبية الجنوبية كانت متصلة بأمريكا الشمالية في شبه القارة القديمة التي كانت تطلق عليها إسم "رودينيا" , والتي تشكلت بين 1 مليار و1,2 مليار سنة مضت , وإستمر وجودها لإكثر من 250 مليون سنة .
وكشفت الإختبارات الكيميائية وإختبارات النظائر للصخرة أن كيمياء وتركيب الصخرة التي تم العثور عليها في انتاركتيكا , جاءت متشابهة جدا لحزام الصخور النارية التي تم العثور عليها في امريكا الشمالية دون غيرها .
6- الجبال الجليدية في القطب الجنوبي هو نقاط ساخنة للحياة المائية
- في دراسة نشرت في مجلة ساينس في عام 2007 ,كشف الباحثون أن الجبال الجيلدية التي نتجت عن الصفائح الجليدية في أنتاركتيكا , تحتوي على مواد من التربة يتم إطلاقها تدريجياً في مياه المحيطات , ونتيجة لذلك فإن الجبال الجلدية تخلق هالة من المغذيات التي تحيط بها , والتي تدعم الحياة المائية , مثل العوالق المائية والكريل ومجتمعات الطيور البحرية .
7- الأنتاركتيكا كانت يوماً ما ملجأ للحيوانت من خطر الإنقراض
- تشير الأنواع الأحفورية المكتشفة حديثاً أن بعض الحيوانات البرية قد نجت من خطر الإنقراض في العصر البيرمي من خلال العيش في مناخات أكثر برودة في أنتاركتيكا ,مثل بعض الثديات التي عاشت قبل 250 مليون سنة , فقد إنتقلت جنوباً من أفريقيا إلى القارة القطبية الجنوبية , عندما كانت القارة القطبية الجنوبية جزءاً من شبه قارة أخرى تسمى "بانجيا" , والتي تشكلت بين 272 و299 مليون سنة مضت , وإنفصلت مرة أخرى قبل 200 مليون سنة .
8- الأنهار الجليدية في أنتاركتيكا في تراجع لا رجعة فيه بسبب تغير المناخ
- في دراسة أُجريت عام 2014 , قام العلماء بتحليل بيانات 40 عاماً حول ستة من الأنهار الجليدية في القارة القطبية الجنوبية والتي ترسل تيارات جليدية إلى خليج أموندسن في أنتاركتيكا ,وخلصوا إلى أن الأنهار الجليدية قد تآكلت بسبب مياه المحيطات الدافئة ,وأن هذه العملية قد حدثت في الماضي ولازالت تحدث , ما أطلق عليه الباحث في جامعة إبرفين " إريك رينوت " - نقطة عدم العودة - , وأثبتت الأبحاث ان هذا بدوره سيؤدي إلى أن إختفاء الأنهار الجليدية تماماً خلال 200 إلى 500 سنة .
9- الحياة موجودة تحت آلاف الأقدام من الجليد في انتاركتيكا
- قام الباحثون بحفر ثقب على عمق 2400 قدم في الجرف الجليدي روس في القارة القطبية الجنوبية , وأرسلوا مسباراً روبوتياً لإستكشاف تلك المنطقة التي لا يصلها من أشعة الشمس إلا القليل , وكانوا يتوقعون ان تلك المياه تحت الجليد ستكون خالية من الحياة ,وربما تحتوي على بعض الحياه الميكروبية فقط ذات معدلات الأيض البطيئة , ولكن بدلاً من ذلك , فقد إكتشفوا أمراً مذهلاً - وفقاً لمقال علمي في ساينتيفيك أمريكان عام 2015 - فقد إكتشفوا وجود أسماك صغيرة ومخلوقات مائية أخرى تعيش تحت هذا الجليد السميك , اما ما كانت تعتمد عليه تلك الكائنات من أجل الغذاء فهو غير واضح , إلا نظرية واحدة تفسر وجود البكتيريا الموجودة في الجزء السفلي من السلسلة الغذائية , وهي ان البكتيريا تعتمد على الطاقة الكيميائية المتمثلة في شكل غاز الميثان الذي يتدفق صعوداً من الرواسب القديمة .
10- هناك وادي أعمق من الجراند كانيون مخبأ تحت الجليد في غرب القارة القطبية الجنوبية .
- حقق العلماء إكتشاف مدهش , عندما قاموا بإستخدام الرادار تحت الجليد في غرب القارة القطبية الجنوبية ليكتشفوا وادي ضخم , يمتد إلى ما يقرب من 200 ميلا , و15 قدماً , واعمق بـ 2 ميل من الوادي العظيم ( جراند كانيون ) .
المصادر :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق